كـلـمـة الـمـوقـع
.......... اقــرأ ..........
لو لم يكن لهذه الكلمة مكانةٌ عظيمةٌ جداً في مسيرة حياة الإنسان،.
لما كانت أول كلمة في أعظم كتاب نزل على وجه الأرض:
“اقـرأ بـاسـم ربـك الـذي خـلق"...
من هذا الموقع ننطلق إلى محيط القراءة، وبحار الكلمة وجداول وأنهار وأعشاب الكتابة, وإلى الثقافة والأدب والعلم بشكل عام....
على أريكة الحرف وعبق الكلمة، سنتجاذب أطراف وأطياف الأفكار والآراء والأدب، وشيءٍ من العلم...
بعيداً عن بعض ضوضاء وسائل التواصل الاجتماعي...
التي نعتبرها غذاء فكري غير مفيد، بل حشوٌ للذهن حين يُساء استعمالها...
وذاك البعض بالضبط مثل الآكلات السريعة، التي وإن أتخمت المعدة وملأتها...
إلا أنها لا تمد الجسم بالمفيد وتحرمه من الفائدة الصحية...
في هذا الموقع طموحنا طموح فكري، نبحث عن الحكمة والفائدة وننشر الوعي والثقافة، وتغذية الذهن...
نهدف إلى رقي الإنسان فكرياً وثقافياً، ونؤمن بأن الأوطان هي في الأساس "الإنسان"...
الإنسان الصالح الذي يسكنها مهما كان نوعه، أو مجال خدمته لوطنه ونفسه، ومن أي مستوى كان...
لغتنا هنا هي التسامح والاعتذار وقبول الاعتذار، والاحترام وقبول الآخرين والاختلاف معهم...
الاختلاف لا الخلاف، والنقد الإيجابي المفيد، لا الانتقاد بقصد الانتقاص...
ننشدُ هنا الكيف والجوهر وليس الكم والمظهر...
نريدُ النوعية ونؤمنُ بالتنوعِ والاختلاف...
لأننا نرصد ظواهر وحالات انزلقت إلى العتمة بسبب عدم تناولها بالطريقة الصحيحة والمناسبة...
والسبب أنه أحياناً تتبرعم عليها حروف المصالح الخاصة من أقلامٍ لا ترى مصلحةَ الوطن...
بقدر ما ترى مصالحها الشخصية, أو ارضاء رب العمل, حتى وإن كان على خطأ،..
وكأني بتلك الاقلام تصرخُ بكسِر اليدِ التي تكتب بها, وهذا هو التسمم الذي مثلما يُدمر الأجسام يُدمر الأوطان...
نستمد طموح الرقي والأدب، في حوارٍ من حروفكم التي ستحوي مشاركاتكم عصفاً ذهنياً لكل موضوع...
وبالتالي فإن هذا الموقع لا يتطلع إلى ما يضيف لكم بقدر ما يتطلع إلى ما ستضيفون أنتم له...
نعمل بعدها سوياً لنقدم الفكر الراقي إضافة للجميع وللوطن الحبيب، وطننا السعودية...
وكل أوطان الإنسان الحر في أي مكان في هذا العالم...
نحن هنا لابد أن نفخر بجوهرنا، ونُوضح أن أهم غاية هي عبادة الله عز وجل أولاً...
ومن ثم إعمار الأرض والسعادة فيها، ولا يعمرُ الأرضَ الا الصالحين، أما كيف السعادة فيها فكلً له طريقته...
يُقال أن الفارابي نسج نظريته حول الإنسان، مُعتمداً في ذلك على أبعاد سيكولوجية وبيولوجية...
مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الإنسان هو فردٌ مساهمٌ في حماية المدينة...
سواءً كان فاعلاً فيها أم لا، كما أن الإنسان مسؤولٌ عن نفسه وما يصدر عنه من أفعال...
نحن هنا نتفق مع القول أن فلسفة الفارابي قد تأسست على مبادئ ونتائج الفلسفة النظرية...
وهي في مجملها تقوم على التوافق والتجانس بين الفلسفة والدين...
وكما ذكرنا أن لكل إنسان وسيلته التي يبلغ بها سعادته، وتلعب البيئة التي نشأ فيها دوراً كبيراً في ذلك...
إنما الإنسان الطموح الذي يُحب التغيير ويتطلع دائماً لكل جديد، ويملك قدرة التمييز بين المستويات المتنوعة...
هذا الإنسان من يستطيع أن يتغلب على صبغة البيئة التي عاش فيها ويطورها للأفضل دائما...
فلا خوفٌ عليه أن يتجول بين ثقافة بيئات أخرى مهما كان نوعها...
متى ما كان يملك ثوابتاً أصيلةً مجتمعيةً ودينيةً وفكريةً لا تتغير وإن تطورت...
حتى لو كان الانبهار بالثقافات الأخرى حاضرا، لأن الهدف هو دمج المفيد من الخارج مع المفيد في الداخل...
وحينها فان هذا الإنسان ولو غير بعضا مما يلبسه من ثقافة، فإن جوهره يبقى ثابتا...
جوهر المحبة والسلام والتعايش والقبول، جوهر التضحية والإيثار...
جوهر"لا إله إلا الله محمداً رسول الله "
إن جوهر الإنسان وموروثه الثقافي التاريخي، هو كالعمود الفقري والمحور المركزي...
ونقطة الارتكاز التي تدور عليه كل ثقافاته القديمة والجديدة...
أما من لا يملك ذلك المحور ونقطة الارتكاز فسينتهي إلى عدم اليقين...
وسيدخل الإنسان في مأساة التبديل في أعماق نفسه, ستضطرب في النهاية ويفقد السعادة المنشودة...
ونحن نرى هذه الشواهد على العديد ممن لا تكون ثقافتهم الدينية محور ارتكازهم...
سواء كان إنسان عاديا أو من بعض المفكرين, ممن شطحت بهم أفكارهم وبهرتهم الدنيا بكبيرها الصغير...
مقارنة بما لا يدركه عقلهم من عوالم أخرى، نجدهم في ختام جولتهم في هذه الحياة...
يعودون إلى الحقيقة التي لا تتغير وهي: إن هذه الدنيا امتحان من الخالق العظيم...
هنا لنحترم الآخرين مهما اختلفنا معهم، واختلافهم عنا تم بمشيئة الله ولهُ سبحانهُ حكمته في ذلك...
بالختام هناك أساس مهم لهذه الرسالة لابد أن تحتويه:
وهو الشكر والتقدير والاحترام لكم إخواني وأخواتي الكرام، على تلطفكم وكرمكم بالزيارة...
فأهلا وسهلا بكم في هذه الواحة الثقافية التي ستتجمل وتزدهرُ بكم...
ولا نعتقد أنكم ستبخلون علينا بهديةٍ سنعتبرها عظيمة مهما كان نوعها...
لأنها حروفكم ومشاركتكم التي تحوي شيئا من أفكاركم، وبعضاً من رؤاكم التي سنرتقي بها...
عبد العزيز محمد السعد العجلان