www.maaal.com/archives/20171114/99326
لا شيء يفرح الشعوب أكثر من محاربة الفساد ..
علمنا تاريخ الأمم ان لكل بداية نهاية، وأفضل النهايات تلك التي تصنعها بنفسك، وانت من يرسمها لتكون بداية لانطلاقة جديدة، وهذا ما نتأمل حدوثه في دولتنا المملكة العربيةالسعودية وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان حفظهما الله.
إن ما نشهده من قرارات اقتصادية وحسم للأمور وعزم عليها, ليس الا واقعا لطالما تمنيناه وسعينا اليه بالدعاء والعمل والكتابة ، وطننا ليس كأي وطن, وهذا ليس كلام استرسالي او عاطفي مبالغ فيه, بل حقيقة يثبتها واقع ملموس ، دولة ذات جذور عميقة ثوابتها بنيت علي عقيدة التوحيد وتحت راية لاإله الا الله محمد رسول الله وتحدثت عنها بطون الكتب, غابت عن المشهد لأكثر من مرةً لأسباب مختلفة، وسرعان ماتعود بسبب صلابة اساسها ومعدن حكامها .
وحتى نكون صادقين مع أنفسنا أولاً و مع القارئ الكريم, فأنه لابد من القول ان النتائج المستقبلية هي التي تقرر مدى حجم نجاح هذه القرارات ألاقتصاية, ونحن بطبيعتنا متفائلين بأذن الله بنجاحها .
ما يهمنا هنا من ناحيةً اقتصاديةً هو كيف نحارب الفساد المالي والأداري ونقضي عليه ونستأصل جذوره ، ليكون ظاهرة دخيلة يرفضها المجتمع كله ولا يقبل بها، لقد تعدينا مرحلة الإقرار والاعتراف بأن الفساد لدينا استشرى ووصل الى حد الخطورة القصوى، والان فإن محاربة الفساد كما اتفق الجميع بدون استثناء عنصر هام جداً في نجاح اَي رؤية وتخطيط تنموي شامل,
في الرؤية الوطنية ٢٠٣٠, تم ذكر محاربة الفساد اكثر من مرة, ويجب ان نسترجع الذاكرة في لقاء سمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان حفظه الله مع قناة العربية بتاريخ 25/4/2016, فلقد ركز سموه على ذلك خاصة وهو يتحدث عن طموحات الشعب السعودي وما يأمل تحقيقه في مستقبله, ولان العدو الأول لهذه الطموحات ولهذا المستقبل هو الفساد بكل انواعه, اذكر انه قال وبالحرف الواحد انه لن ينجو احد من المحاسبة سواء كان اميرا او وزيرا او مسؤولا, وسوف أطبق ذلك على نفسي، وللأمانة التاريخية فإن العديد من الناس تلقت تلك الكلمات دون إيمان بأنها ستتحقق, فلقد اعتادوا مثيلاتها سابقاً ولم يتحقق شيء ولم تخرج الكلمات عن سطور الورق, لان القول لا يوازيه تنفيذ على ارض الواقع بنفس ثقل المتكلم نفسه.
إنما الْيَوْمَ هناك منحنى جديد ومنعطف تاريخي في آلية التطبيق اختلفت عما تعودنا عليه، وبالتالي وجب ان نبرمج مقاييس فهمنا لكل مايقال ، وان نعود لتلك المقابلة ونعيد قراءتها مرة اخرى وتمحيصها, وهذا يقودنا الى مرحلة مهمة جدا اليوم نتجاوز فيها ما حدث بالأمس, اذ يجب علينا ان نحسب ونعد العدة لأن ما قيل سينفذ على ارض الواقع, ليس فقط فيما يخص الفساد بل في كل ما قيل من أفكار وطموحات.
نحن الان في مرحلة جديده غير مسبوقة في وطننا، يلزمنا معها أمور كثيرة أيضا لم نتعود عليها, علينا تعلم وتطبيق مبدا الالتزام والانضباط والادراك والوعي الكامل لكل ما يحدث, علينا التوقف عن الانغماس في أمور لا تغني ولا تفيد ، وترك الامر لأهل الامر, ولا نصدر الاحكام على احد, فهذه ليس وظيفتنا ولا عملنا, بل هنالك جهات مختصة تتولى الأمور كلها وبإشراف من اعلى سلطة إدارية وسياسية في المملكة, تؤمن بمبدى هام هو ان المتهم بري حتى تثبت ادانته ، لذلك لا للانجراف وراء من لا يريد بنا خيرا ووراء الاشاعات الممنهجة التي تعلم جيدا ان محور قوتنا تكمن في لحمتنا وتكاتفنا, اليوم ليس كالأمس, وغدا سيكون للغد فقط, ولنركز جهودنا وقوتنا في تحقيق وتنفيذ بقية المخطط الوطني لنصل معا جميعا نحو 2030 ولتكون نهاية الرؤية الوطنية اعلان عن رؤية جديدة بأهداف وطموحات اكبر.
يعلم الله كم كنت اتمنى هذه اللحظات التي نرى فيها محاربة الفساد قد اخذت جدية في القضاء عليه، وان مقالاتي السباقة كلها، كانت تضع محاربة الفساد في لُب الموضوع لا حواشيه، إيماناً بأن هذا الوطن سيقيض الله له من ينفذ اهم عنصر لنجاحه وسلامته, والذي بدونه لن تنجح خطط التنمية, ومما كتبت سابقا اقتطف ما يلي:
" اقولها بكل وضوح وثقة ومن قلب السوق الذي عاصرته لأكثر من خمسين عاما, اننا لسنا بحاجة لمكنزي او أولاد عمه, فأخطائنا وعوائق نجاحنا واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار, نحن فقط بحاجة الى خمسة اركان اذا وجدت وجد النجاح تلقائيا بإذن الله: 1- محاربة الفساد المالي والإداري بكل دقة ومصداقية وعلى الجميع.2- التركيز على أهمية المشاركة الشعبية وتحمل الشعب للمسؤوليات.3- حفظ المال العام وتفعيل مراقبته بدقة، ٤- الرجل المناسب في المكان المناسب .." انتهى الاقتباس.
واليوم أكرر الشرط الخامس وهو شرطاً مهماً طالما رددته في بعض مقالاتي السابقة ومناط بتنفيذه المواطن ، وانا اولهم وهو أن أمن الوطن واستقراره يدعونا اليوم ان نلتف حول قيادتنا وولاة امرنا حفظهم الله ورفع مستوى الوعي والحس الوطني في مثل هذه الظروف والوقوف خلف القيادة الحكيمه اقتناعاً واتباعاً ، مستشعرين ان الجدية في محاربة الفساد ستقودنا الى النجاح والقضاء عليه شريطة الالتزام بحسن النية في العمل ، والمصداقية والشفافية والعدالة في كل اوجهها ، وبحول الله نحن في ذلك سائرون ، نعم قالها ولي العهد محمد بن سلمان حفظه الله حين سأله المذيع هل سيقبل البعض بتوجهاتكم حيث أجاب قائلا: " من لم يعجبه فليصطدم بالشارع", ونحن الشارع نحن الشعب نقول بأن الأيام ستقودنا الي نهاية أو بالاصح استقامة هذا المنحنى الجديد لنرى بالعين مالأ نستطيع أن نراه الْيَوْمَ .